أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

من مهندس مُرهَق إلى مدير مُنجِز: كيف ضاعفت إنتاجيتي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي (دليلي العملي)

"هل يمكن أن تستنسخوا لي نسخة أخرى؟" - القصة التي أجبرتني على التغيير

نظام المهندس بدرالدين لاستخدام أدوات الإنتاجية بالذكاء الاصطناعي لزيادة الكفاءة في العمل


كان ذلك في مساء يوم ثلاثاء من عام 2023. كنت جالسًا في مكتبي الهندسي، محاطًا بمخططات إنشائية وتقارير فنية، بينما كان هاتفي يهتز برسائل من فريق عملي في BDM ومشروعي التدريبي. شعرت بلحظة حقيقية من الإرهاق. كان لدي عملان بدوام كامل، لكن بساعات يوم واحد فقط. أتذكر أنني قلت مازحًا لزميلي: "أتمنى لو كان بإمكاني استنساخ نفسي لأنجز كل هذا".

في تلك الليلة، وأنا أراجع قائمة مهامي التي لا تنتهي - من تحليل بيانات التربة إلى كتابة سكريبت فيديو جديد - أدركت أن المشكلة ليست في قلة الوقت، بل في طريقة استخدامه. كنت أقوم بمهام يمكن لـ "مساعد ذكي" القيام بها، بينما طاقتي الإبداعية الحقيقية تُستنزف في أعمال روتينية.

هذه ليست مجرد مقالة أخرى تعدد لك **أدوات الإنتاجية بالذكاء الاصطناعي**. هذا هو دليلي العملي، ومنهجيتي الهندسية التي طورتها بنفسي، والتي حولتني من مهندس غارق في المهام إلى مدير ينجز ضعف العمل بنصف الجهد. سأشاركك الأدوات، نعم، ولكن الأهم من ذلك، سأشاركك "نظام التفكير" الذي سيجعلك تستخدم هذه الأدوات بفعالية.

عقلية المهندس قبل الأدوات: 3 أسئلة أساسية لبناء نظام إنتاجي فعال

قبل أن نشتري أي معدات لمشروع بناء، نقوم بدراسة شاملة. وبالمثل، قبل أن تشترك في أي أداة ذكاء اصطناعي، يجب أن تطرح على نفسك هذه الأسئلة الثلاثة:

السؤال الأول: ما هي "عنق الزجاجة" في يومي؟ (تحديد المشكلة)

أحضر ورقة وقلم، وراقب يوم عملك. ما هي المهمة التي تستهلك وقتك وطاقتك بشكل غير متناسب؟ هل هي كتابة رسائل البريد الإلكتروني؟ تلخيص الاجتماعات؟ البحث عن معلومات؟ بالنسبة لي، كانت كتابة المسودات الأولى للمحتوى وتجهيز العروض التقديمية.

لا تبحث عن أداة، بل ابحث عن مشكلة تريد حلها أولاً.

السؤال الثاني: هل أحتاج إلى "رافعة" أم "مطرقة"؟ (اختيار الأداة المناسبة)

ليست كل الأدوات متشابهة. "الرافعة" (مثل ChatGPT) تساعدك في المهام الإبداعية والضخمة. "المطرقة" (مثل Grammarly) تساعدك في مهام دقيقة ومتكررة. اختيار الأداة الخاطئة يشبه محاولة حفر أساس بمطرقة، ستكون النتيجة محبطة.

السؤال الثالث: كيف يتناسب هذا مع "مخطط البناء"؟ (دمج الأداة في سير العمل)

الأداة المنعزلة عديمة الفائدة. يجب أن تندمج في نظامك الحالي. اسأل نفسك: كيف ستتحدث هذه الأداة مع الأدوات الأخرى التي أستخدمها؟ هل ستوفر لي خطوات أم ستضيف خطوة جديدة؟ الهدف هو الأتمتة والتبسيط، لا زيادة التعقيد.

💡 نصيحة سريعة

ابدأ بأداة واحدة فقط. تعلمها، أتقنها، واجعلها جزءًا من روتينك لمدة شهر كامل قبل التفكير في إضافة أداة أخرى. محاولة استخدام 5 أدوات دفعة واحدة هي أسرع طريق للارتباك والفشل.

ترسانتي الأساسية: 4 أدوات إنتاجية بالذكاء الاصطناعي أستخدمها يوميًا

بعد تجربة العشرات من الأدوات، استقريت على هذه المجموعة التي أسميها "الفريق الرباعي الذكي". كل أداة لها دور محدد بوضوح.

1. ChatGPT-4o: العقل المساعد لتوليد الأفكار والهيكلة

هذا ليس مجرد كاتب آلي، بل هو شريك في التفكير. أستخدمه يوميًا في:

  • توليد هياكل المقالات وورش العمل: أعطيه الموضوع والجمهور، وأطلب منه هيكلًا تفصيليًا مع H2 و H3. يوفر عليّ 50% من وقت التخطيط.
  • تبسيط المفاهيم الهندسية المعقدة: عندما أحتاج لشرح موضوع تقني لجمهور غير متخصص، أطلب منه تبسيطه لي بـ 3 طرق مختلفة.
  • كتابة مسودات البريد الإلكتروني الاحترافية: خصوصًا للعملاء الدوليين، حيث يضمن لي نبرة احترافية ولغة سليمة.

2. Notion AI: الأرشيف الذكي لتنظيم المعرفة

Notion هو "مقر العمليات" الخاص بي. ومع إضافة الذكاء الاصطناعي، أصبح أقوى:

  • تلخيص المقالات والملاحظات: عندما أحفظ مقالًا طويلاً، أضغط على زر "Summarize with AI" وأحصل على ملخص فوري. هذا يوفر عليّ ساعات من القراءة أسبوعيًا.
  • استخراج نقاط العمل من ملاحظات الاجتماع: بعد أي اجتماع، ألصق الملاحظات وأطلب منه "Find action items". يقوم بإنشاء قائمة مهام تلقائيًا.

3. Gamma: المصمم السريع للعروض التقديمية

هذه الأداة هي منقذي قبل أي ورشة عمل. بدلاً من قضاء ساعات على تصميم الشرائح في PowerPoint:

  • أكتب له النقاط الأساسية للعرض، وهو يقوم بإنشاء عرض تقديمي احترافي بالكامل، مع الصور والأيقونات، في أقل من 5 دقائق. أقضي بعدها 30 دقيقة فقط في التعديلات الشخصية.

4. Zapier: المهندس الآلي لربط كل شيء معًا

Zapier هو الغراء الذي يربط كل هذه الأدوات معًا. يقوم بأتمتة المهام المتكررة بين التطبيقات المختلفة:

  • مثال من سير عملي: عندما يملأ عميل نموذج اهتمام بورشة عمل على موقعي (Typeform)، يقوم Zapier تلقائيًا بإنشاء صفحة له في Notion، وإضافته إلى قائمة بريدي الإلكتروني (ConvertKit)، وإرسال إشعار لي على Slack. كل هذا يحدث وأنا نائم.
بناء نظام متكامل باستخدام أدوات الإنتاجية بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT و Notion.

دراسة حالة: كيف خططت لورشة عمل كاملة في 3 ساعات بدلاً من يومين

لتوضيح قوة هذا النظام، إليك كيف استخدمت هذه الأدوات معًا لتجهيز ورشة عمل عن "إدارة المشاريع للمهندسين":

  1. التخطيط الأولي (ChatGPT - 45 دقيقة): أعطيت ChatGPT الموضوع والجمهور المستهدف (مهندسون حديثو التخرج). طلبت منه هيكلًا للورشة، وأنشطة تفاعلية، ودراسات حالة.
  2. جمع وتنظيم المادة (Notion AI - 60 دقيقة): بحثت عن مقالات ودراسات حول الموضوع وحفظتها في Notion. استخدمت Notion AI لتلخيصها واستخراج أهم الإحصاءات والنقاط.
  3. إنشاء العرض التقديمي (Gamma - 30 دقيقة): أخذت الهيكل والنقاط من Notion ووضعتها في Gamma. حصلت على عرض تقديمي من 25 شريحة بتصميم احترافي.
  4. الأتمتة والتسويق (Zapier - 45 دقيقة): أنشأت "Zap" يربط صفحة التسجيل بالورشة ببريدي الإلكتروني وتقويمي.

النتيجة: مهمة كانت تستغرق مني يومي عمل كاملين على الأقل، تم إنجازها بجودة عالية في حوالي 3 ساعات. هذا هو تأثير بناء نظام إنتاجي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

أسئلة شائعة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل

1. هل هذه الأدوات مكلفة؟
العديد منها يقدم خططًا مجانية قوية جدًا للبدء (مثل Notion AI ونسخ ChatGPT المجانية). ابدأ بالنسخ المجانية، وعندما تجد أداة توفر لك قيمة حقيقية، يمكنك التفكير في الاشتراك المدفوع كاستثمار في وقتك.
2. هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل وظيفتي؟
لن يحل الذكاء الاصطناعي محلك، لكن الشخص الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي بفعالية قد يحل محلك. انظر إليه كمساعد خارق، وليس كبديل لك. مهمتك هي طرح الأسئلة الصحيحة وتوجيهه.
3. ما هي أفضل أداة ذكاء اصطناعي أبدأ بها؟
ابدأ بـ ChatGPT. إنه الأكثر تنوعًا وسهولة في الاستخدام. تعلم كيف تكتب له "Prompts" (أوامر) واضحة ومحددة، فهذه المهارة وحدها ستضاعف إنتاجيتك.

خلاصة القول: أنت المهندس، والذكاء الاصطناعي هو أداتك الأكثر تطورًا

مهندس يخطط استراتيجيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة وليس كبديل.


لقد مر عام على تلك الليلة التي شعرت فيها بالإرهاق. لم أستنسخ نفسي، لكني بنيت جيشًا صغيرًا من المساعدين الافتراضيين الذين يعملون من أجلي. الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية مبهرجة، بل هو أقوى رافعة إنتاجية في تاريخنا الحديث.

لكن تذكر دائمًا: الأداة تظل مجرد أداة. قوتها الحقيقية تكمن في يد المهندس الذي يستخدمها. أنت من يضع الرؤية، ويطرح الأسئلة الذكية، ويتخذ القرارات النهائية. ابدأ اليوم، اختر مشكلة واحدة صغيرة في يومك، وابحث عن أداة AI بسيطة لحلها.

ما هي المهمة الأكثر استنزافًا لوقتك حاليًا، والتي تعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعدك فيها؟ شاركني في التعليقات!

بدرالدين، مهندس مدني ومؤسس BDM

عن الكاتب: بدرالدين

مهندس مدني ومؤسس براند BDM لصناعة المحتوى والتدريب للشركات. أستخدم مبادئ التفكير الهندسي لتصميم أنظمة إنتاجية تساعد المهنيين والشركات على تحقيق أقصى استفادة من التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي. اعرف المزيد عني...

تعليقات